أثناء القيام بصيانة إحدى السيارات .
الشاب جابر الصالح الذي يبلغ من العمر ـ 37 عاماً ـ يملك موهبة الرسم التشكيلي منذ أن كان في مقتبل عمره، ولما اشتد عوده تعلم مهنة إصلاح السيارات ( ميكانيكي ) وتعمق فيها حتى أصبحت لديه هذه المهنة من الهوايات المحببة إضافة إلى كونها مصدرا رئيسا من مصادر قوته وقوت أولاده، وبذلك جمع جابر هوايتين .. وبالتالي حصل على خاصية قل نظيرها بين أقرانه، التقينا بالصالح خلال هذه المادة .. فكشف عما بداخله مؤكدا ضرورة استفادة الإنسان من مواهبه على اعتبار أنها نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى التي توجب الشكر والمحافظة عليها وتطوير مهارات الموهوب فيها .. كما تحدث عن تجربته في صقل موهبته رغم الظروف غير الجيدة نوعا ما .. وأمور أخرى عن علاقاته بالمجتمع نطالعها معا في النزر اليسير من التفاصيل لهذا اللقاء المختصر :
أملك هذه الموهبة
يقول جابر الصالح في بداية حديثه :» هواية الفن التشكيلي ـ الرسم والخط تحديدا ـ تعتبر بالنسبة لي الهواء الذي أتنفسه وأعشقه منذ أن كنت في سن الطفولة، ذلك رغم أني غير متخصص في هذا المجال ولم أتمكن من إكمال دراستي حتى أصبح معلما للتربية الفنية، ولكني وجدت نفسي أملك هذه الموهبة لدرجة العشق ومازلت متمسكا بها عكس مهنة الميكانيكي التي تعلمتها و مارستها لتصبح فيما بعد مصدر رزقي، ولقد برزت هذه الموهبة عندما انتقلت إلى المرحلة المتوسطة من الدراسة وذلك في سن الخامسة عشرة، ومن خلال تلك المرحلة حاولت أن أطور هذه الموهبة من خلال الممارسة وما شجعني على ذلك هو معلم التربية الفنية الذي قام بصقل هذه الهواية بتوجيهاته لي بالشكل الصحيح، وذلك بعد أن شاهد وقيّم عددا من رسوماتي التي نالت إعجابه، وهذا ساعدني على تعلم العديد من مهارات فن الرسم والتعامل مع وضع الألوان بشكل جميل «
وجدتها في المتوسطة
وأضاف الصالح :» لا أتصور أني سأتوقف عن مداعبة الريشة رغم كثرة المسئوليات التي تحيط بي، فأنا أعتبر نفسي مثل الشاعر عندما يكتب قصيدة عن حدث أو موقف يعرض له، أما أنا فمن خلال رسم لوحة تعبّر عن موقف جميل رأيته أو شعور يراودني في نفسي وأريد أن أجسده عبر رسم منظر خلاب، ولقد حصل ذلك بعد أن رأى معلم التربية الفنية عددا من اللوحات التي رسمتها لبعض الطلاب والتي جعلته يقتنع بأني أملك الموهبة التي تمكنني من تعلم أبجديات الفن التشكيلي، وبالفعل بدأ بتقديم النصائح المفيدة التي جعلتني مع مرور الأيام أتمكن من تطوير هذه الهواية، فأصبحت أجيد كافة أنواع الرسم التشكيلي و الخط، ولم أستطع التعمق في مجال التربية الفنية ،وكذلك لم أتمكن من إكمال دراستي وذلك بسبب وفاة والدي عندما كنت في المرحلة الابتدائية، وحاولت وقتئذ أن أطور موهبتي بالممارسة، ولكن عندما انتقلت إلى المرحلة المتوسطة هنا وجدت الدعم والتشجيع من قبل معلم التربية الفنية «.
خلاصة الفكر الوجداني
وعن شعوره أثناء ممارسة هوايته التشكيلية .. يضيف الصالح :» عندما أبدأ برسم خيوط أي لوحة ـ سواء كانت رسما على ألواح خشبية أو على قماش ـ فإني أتقمص لغة ووعاءً جميلا يحمل مضمونه خلاصة الفكر الوجداني الذي كان ولم يزل يراودني»، وعن المعارض الفنية التي شارك فيها قال الصالح :» تعتبر المشاركة في معرض جمعية الثقافة والفنون بالأحساء قبل عامين هي الأبرز بين عدد من المشاركات، كذلك شاركت في عدد من المعارض التي تنظمها لجان التنمية الاجتماعية بالأحساء، أيضاً نظمت عددا من المعارض التي تقام في الزواجات و الأعراس الجماعية لأكثر من مرة، وذلك من زاوية تنظيم عرض بعض اللوحات التشكيلية و المجسمات، وكما هو معروف فإن تنظيم مثل هذه المعارض هو من أجل لفت انتباه الزائرين».